المفكِّر العربي اللاعنفي
من روّاد اللاعنف في لبنان والمنطقة العربية،
مفكر وكاتب ومناضل.
مؤسِّس جامعة اللّاعنف وحقوق الإنسان – AUNOHR
محاضِر في فلسفة اللاعنف، في استراتيجيات العمل المدني والمقاومة اللاعنفية، في الاقتصاد والحقوق الاقتصادية-الاجتماعية، وفي علم النفس السياسي.
يحمل إجازة في الفيزياء – الجامعة اللبنانية 1977، مهندس مدني - جامعة القديس يوسف ESIB 1979، ماستر في الاقتصاد - الجامعة الأميركية في بيروت 1979-1980، دبلوم دراسات معمقة في العلوم الاجتماعية - الجامعة اللبنانية 1981، دراسات دكتوراه دولة في الاقتصاد العالمي - جامعة رين 2 والسوربون في فرنسا 1989، دكتوراه في فلسفة الاقتصاد السياسي من جامعة سانت جورج - بريطانيا 2000.
بدأ نشاطه الثقافي والمدني باكرًا، وقد عُرِف بجرأته في العمل مع الشباب وبفكره الحرّ... وكان لـِ تولستوي "أب اللاعنف" وللفكر الاجتماعي الإنساني الأثر العميق في نفسه، وهو بعدُ في المرحلة المتوسّطة في المدرسة.
من روّاد تجديد المجتمع المدني في لبنان منذ مطلع الثمانينات، يُعرف بتأثيره في أجيال على مدى أربعة عقود بفكره الحرّ وإبداعاته وشخصيّته المرحة.
باحث ورائد في حملات الدفاع عن حقوق الناس، ومبتكر للعديد من الوسائل والمفاهيم التي انتشرت محليًا وعربيًا وباتت في قاموس العمل المدني والنضال السياسي اللاعنفي.
عُرِف بالمُبادِر لإطلاق وتنسيق حملات وطنية ريادية في قضايا جذرية، منذ فترة الحرب الأهلية في لبنان، بينها: من أجل إعادة توحيد نقابتي المعلمين في لبنان بعد 20 سنة من الانقسام، من أجل قانون لبناني للأحوال الشخصية المدنية، من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، من أجل قضايا بيئية، من أجل محاسبة الطائفية...
أطلق مجموعة من الأبحاث المبسّطة للحقوق الاجتماعية-الاقتصادية، المرتكزة على قواعد علمية ابتكر بعضها وعمّمها بنفسه، فكان لها الأثر الأساس
في دعم العديد من الفئات الاجتماعية والنقابات لاسيّما العمال والمعلمين والشباب.
اللقب الأحبّ إلى قلبه: مناضل. اختار لحياته دور المثقف-المناضل في صداقة جميلة مع الشغف والمرح ومواجهة الظلم يومًا بيوم.
في العام 1982، في خضمّ الحرب في لبنان، كتب أوّل نصّ لاعنفي له ضدّ الحرب وعبثية العنف، أهداه إلى المقاتلين، جميع المقاتلين، تحت عنوان "القصة هي الحصة"...
وفي العام 1983، التقى أوغاريت يونان، وانطلقا معًا في رحلة حياة ونضال، رفيقا درب وحلُم مشترك عملا على تجسيده يومًا بيوم وفي ظروفٍ استثنائية... فتشاركا في الفكر والنضال وابتكار البدائل، من أجل قيم الحرّية والعدالة والحبّ.
معظم ما قاما به كان تأسيسيًّا بحداثته وفاعليّته، ضمن رؤية سبّاقة واستراتيجيّة منظَّمة.
في كتاباته أكثر من 20 عنوانًا، في التاريخ الاقتصادي وبنية الاقتصاد اللبناني والدَين العام وفي المقاومة اللاعنفية وفي الحقوق الاجتماعية وحقوق الجمعيات وتنظيم النقابات وفي عقوبة الإعدام وفي السياسات العالمية الشمولية وفي العنف وطبيعة الإنسان، إلى محاضرات ومقالات وبرامج تدريبية ومواد أكاديمية ونصوص مسرحية وخواطر...
كما بادر منذ منتصف الثمانينات إلى إطلاق "سلسلة ترجمات اللاعنف" إلى العربية، وأشرف عليها، وترجم بعضها، فصدر أوّل 14 مرجعًا فيها بدءًا من مطلع التسعينيّات.
كُرِّم صلَيبي (مع يونان) بـِ "جائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان" للعام 2005 في إطار "الهيئة اللبنانية للحقوق المدنية"، لدورهما الرياديّ من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، وكانت المرّة الأولى التي تُمنَح فيها الجائزة لجهّة أو لشخصيّة في العالم العربي.
وفي العام 2022 نال وليد صلَيبي وأوغاريت يونان جائزة غاندي العالمية.
عاش حرًّا، بخيار ذاتي، بعيدًا من الشهرة والمناصب والمال والسلطة.
ورحل في الثالث من شهر أيار 2023 عن عمر 67 سنة بعد صراعٍ شجاع مع المرض لعشرين سنة.